ونقلت من خط الإمام صفى الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادى.
قال: قرأت بخط الإمام أبى أحمد عبد الصمد بن أحمد بن أبى الجيش. قال:
حدثنى أحمد بن مطيع الباجسرائى. قال: كنت أجئ من مدرسة الوزير ابن هبيرة من باب البصرة إلى الشيخ عبد القادر، فجئت فى بعض الأيام، وهو كأنه ضجران، فانتهرنى. وقال: قم، فمضيت، فبينا أنا فى بعض الطريق أنفذ خلفى، فجئت. فقال: لما حردت عليك، ومشيت نمت، فرأيت النبى صلّى الله عليه وسلم، فقال: أنت معلم الخير لا تضجر. أنت معلم الخير لا تضجر. أنت معلم الخير لا تضجر - ثلاث مرات - قال: ثم أخذ علىّ، وأقرأنى.
وكان الشيخ عبد القادر، رحمه الله فى عصره معظما، يعظمه أكثر مشايخ الوقت من العلماء والزهاد. وله مناقب وكرامات كثيرة.
ولكن قد جمع المقرئ أبو الحسن الشطنوفى المصرى، فى أخبار الشيخ عبد القادر ومناقبه ثلاث مجلدات، وكتب فيها الطم والرم، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
وقد رأيت بعض هذا الكتاب، ولا يطيب على قلبى أن أعتمد على شئ مما فيه، فأنقل منه إلا ما كان مشهورا معروفا من غير هذا الكتاب، وذلك لكثرة ما فيه من الرواية عن المجهولين، وفيه من الشطح، والطامات، والدعاوى، والكلام الباطل، ما لا يحصى، ولا يليق نسبة مثل ذلك إلى الشيخ عبد القادر رحمه الله.
ثم وجدت الكمال جعفر الأدفوى قد ذكر: أن الشطنو فى نفسه كان متهما فيما يحكيه فى هذا الكتاب بعينه.
ومن أحسن ما فى هذا الكتاب: ما ذكره المصنف عن قاضى القضاة أبى عبد الله محمد بن الشيخ العماد إبراهيم بن عبد الواحد المقدسى، قال: سمعت شيخنا الشيخ موفق الدين بن قدامة يقول: دخلنا بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة