قال الرّهاوى: وقد رأيت كرسى شيخ الإسلام قليل المراقى فى زاوية من جامع هراة، والناس يتبركون به.
وقال ابن طاهر: سألت الأنصارى عن الحاكم أبى عبد الله؟ فقال: ثقة فى الحديث، رافضى خبيث.
وذكر ابن السمعانى عن يحيى بن منده عن عبد الله بن عطاء الإبراهيمى قال:
سمعت شيخ الإسلام الأنصارىّ قال: سألت أبا يعقوب الحافظ عن قول البخارى فى الصحيح: قال لى فلان؟ قال: هو راوية بالإجازة، ثم قال شيخ الإسلام:
عندى أن ذاك الرجل ذاكر البخارى فى المذاكرة: أنه سمع من فلان حديث كذا، وكتاب كذا، أو مسند كذا، أو حديث فلان، فيرويه بين المسموعات وهو طريق حسن، طريق مليح. ولا أحد أفضل من البخارى.
وقال المؤتمن الساجى: كان يدخل عليه الجبابرة والأمراء، فما كان يبالى بهم. ويرى بعض أصحاب الحديث من الغرباء فيكرمه إكراما يعجب منه الخاص والعامّ رحمه الله.
قال صاعد بن سيار الهروى فى أماليه: سمعت شيخ الإسلام الأنصارى يقول: إلهى عصمة أو مغفرة، فقد ضاقت بنا طريق المعذرة.
وقد أثنى على الشيخ الإمام أبى إسماعيل شيوخه وأقرانه. ومن دونه من الفقهاء، والمحدثين، والصوفية، والأدباء وغيرهم. وقد سبق فى ترجمة عبد الرحمن ابن منده قول سعد الزنجانى فيه: إنّ الله حفظ به الإسلام، وبابن منده.
وقال الرّهاوى: سمعت بهراة: أن شيخ الإسلام لما أخرج من هراة، ووصل إلى مرو، وأذن له فى الرجوع إلى هراة، رجع ووصل إلى مرو الروذ، قصده الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوى الفرّاء صاحب التصانيف. فلما حضر عنده قال لشيخ الإسلام: إن الله قد جمع لك الفضائل، وكانت قد بقيت فضيلة