وما ذاك من كر الليالى ومرها … ولكن صروف الدهر صرفا على صرف
فراق وهجر واخترام منية … وكيد حسود للعداوة لا يخفى
وداء دخيل فى الفؤاد مقلقل الض … لوع يجل الخطب فيه عن الوصف
وعشرة أبناء الزمان ومكرهم … وواحدة منها لهد القوى تكفى
بليت بها منذ ارتقيت ذرى العلى … كما البدر فى النقصان من ليلة النصف
وما برحت تترى إلى أن بلي … ت من تضاعيفها ضعفا يزيد على ضعف
وأصبحت شبيها بالهلال صبحة الثلاث … يين أخفاه المحاق على الطرف
توفى رحمه الله يوم الخميس عاشر صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة بحران.
كذا ذكر ولده عبد الغنى.
وقال كثير من المحدثين: إنه توفى ليلة حادى عشر صفر.
وقرأت بخط ولده: لما مات الوالد كان فى الصلاة؛ لأنى ذكرته بصلاة العصر. وأخذته إلى صدرى، فكبر وجعل يحرك حاجبه وشفتيه بالصلاة حتى شخص بصره رحمه الله تعالى.
وقد ذكر ولده له منامات صالحة رئيت له بعد وفاته. وهى كثيرة جدا.
جمعها فى جزء.
منها: أن رجلا حدثه أنه رأى والده الشيخ فخر الدين جالسا على تخت عال، وعليه ثياب جميلة. فقلت له: يا سيدى ما هذا؟ فقرأ (٣١:١٨ {مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ)} ورآه آخر فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى. ورأى غير واحد فى منامه جماعة معهم سيوف وسلاح ورايات. فسئلوا عن حالهم؟ فقالوا:
السلطان يركب ونحن فى انتظاره. فقيل لهم: من السلطان؟ قالوا: الشيخ الفخر
قال: وحدثتنى ابنة عم والدى - وكانت صالحة - قالت: رأيت بعد موت الشيخ فى منامى، كأننى أسمع صوت ضجة من السماء. فقلت لمن عندى: ما هذا الصوت والضجة؟ قال: هذا ضجيج الملائكة لأجل انقطاع التفسير وتعطله بالجامع