الأيام من نزوله وايقاظهم للصلاة ومشي من يمشي معه إلى المسجد، ظنوا أن لغلبة نوم، فقرعوا باب الحجرة، فلم يجبهم أحد ولا سمعوا حسا، فأعادوا القرع حتى رابهم ذلك، من انقطاع الحس فوجهوا إلى بعض قرابة الرجل، فأتى وقرع الباب، قرعا عنيفا، وصاح فلم يجبه أحد، فأيقن بالشر، وسأل القوم: من بات عنده؟ فأعلموا بمبيت ذلك الفتى، وأنه لم يخرج بعد دخوله، وأنهم وجدوا باب الدار مغلقا، كما تركوه اول الليل، فخلع باب الحجرة ومعه جماعة، فدخلوا فألقوا الرجل مكتوفا، مخنوقا، عريانا، مرميا من سرته في الأرض، وألقوا الخزانة وحجرته على حسب ما ذكر فمشى مع من صحبه من الناس إلى دار هذا البائت في الحجرة، مع الرجل ودخل اليها، فألقيت قد أخلاها مما كان له فيها من ثياب وغيرها، وقد فر إلى قرية له، وألقى [١٨٣] دار صهره من المتهم بدخول الحجرة معه، على نحو من ذلك.
وقبل الانتباه إلى أمر هذا الرجل المقتول ذكرت امرأة من سكان الدار البرانية: أن أخت ذلك الفتى زوج صهره، المتهم بالدخول مع من دخل، جاءتها قبل طلوع الشمس واشتهار الحال، وقالت لها: ان سئلت عمن بات في الحجرة البارحة فلا تقري بأخي، وأنا أعطيك عشرة مثاقيل.
وهذا البائت مع الرجل، وصهره، في السجن، وقد ضربا قبل هذا ضرب أدب، لكي منهما جلاء أمر، والأمر فيهما من السجن باق إلى الآن.
فما ترى - وفقك الله - أن يترجى في أمرهما مع هذه الشبهات من سجن وأدب وحيث ينتهي من سجنهما وما يتعين بعد ذلك