للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت له: قد سألتك عنه مرة فلم أرك تجيد الرأى فيه، أو نحو هذا من الكلام.

فقال: ليس به وإنما كان فيه شئ زعموا أنه طفيلى.

وقال يحيى: رأيت أبا بكر بن عياش خرج إلى السوق فتبعته، فجاء فاشترى سكرًا بدرهم، ثم دخل المسجد وهو فى كمه، فجعل يرى الناس أنه كبر ولم يكبر، وأدخل يده فى كمه فجعل يخرج السكر فيجعله فى حزته حتى جعله كله فى حُزة إزاره.

قال يحيى: سمعت زكريا بن أبى زائدة (١) قال: كنت أرى الشعبى يمر بأبى صالح صاحب التفسير، فيأخذه بأذنه ويقول: ويحك كيف تفسر القرآن وأنت لا تحسن أن تقرأ.

وروى الأصمعى قال: حدثنى أبى قال: كان الشعبى يمر به فيقفده، ويقول له: أتفسر القرآن وأنت لا تحسن أن تقرأه ناظرًا.

فمن تؤخذ بأذنه ويقفد ويقال له هذا القول كيف يكون حاله؟ وكم مقداره فى نفسه، وأنت ترى أحدهم إذا قال: عن أبى صالح ظن أنه قد صنع شيئًا، وجاء بحجة قاطعة.

قال ابن المدينى: سمعت يحيى يحدث عن سفيان قال: قال لى الكلبى: قال لى أبو صالح: كل ما حدثتك كذب.

قال ابن معين: واشتهى غندر سمكًا فاشتروه له وشووه، فذهب به النوم فأخذوا من السمك. فلطخوا به يديه، فلما استيقظ قال: هاتوا السمك، قالوا: قد أكلت. فشم يده فوجد منها ريح السمك [٢٣/ ب] ففال: ما علمت. قال يحيى: قال لى: غندر يا هذا اعلم أنى أصوم يومًا وأفطر يومًا منذ خمسين سنة.

قال: وذهب بنا غندر إلى السوق وأول ما جئناه. فقلت له: لم جئت بنا إلى السوق؟ قال: حتى يراكم الناس فيكرمونى.

وجعل الناس يقولون له: ما هؤلاء يا عبد الله؟ فيقول: جاؤونى من بعيد إذا يريدون الحديث.

قال يحيى: قال أبو سلمة التبوذكى (٢): أخبرنى الحسين بن عربى قال: نظرنا فى


(١) قال ابن حجر فى التقريب (١/ ٣٦١): زكريا بن أبى زائدة خالد، ويقال: هبيرة بن ميمون بن فيروز الهمدانى الوادعى، أبو يحيى الكوفى، ثقة كان يدلس، وسماعه من أبى إسحاق بآخره.
(٢) أبو سلمة التبوذكى هو موسى بن إسماعيل المنقرى، مشهور بكنيته واسمه، ثقة ثبت, =

<<  <  ج: ص:  >  >>