وقال ابن فارس: والتحنث التعبد، ومنه كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يتحنث فى غار حراء. انظر المصباح المنير مادة: حنث. (٢) قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٢/ ٦٠٠ - ٦٠٣): سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد سمع عمر يقول لأبى هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لألحقنك بأرض دوس! ، وقال لكعب: لتتركن الحديث، أو لألحقنك بأرض القردة. قلت: وهذا أخرجه ابن كثير فى البداية والنهاية (٨/ ١٠٦)، ابن عساكر فى تاريخ دمشق (١٩/ ١١٧/ ٢)، أبو زرعة فى تاريخه (١/ ٢٨٦) بإسناد صحيح. وهذا يحمل على أن عمر رضى الله عنه وهو الحريص على أن لا يوضع حديث النبى - صلى الله عليه وسلم - على غير مواضعه من قبل الناس. (٣) قلت: ولقد عمل الشافعى وأبو حنيفة وغيرهما بحديث أبى هريرة كما قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٦٢٠/ ٢)، وعمل أبو حنيفة والشافعى وغيرهما بحديثه "إن من أكل ناسيًا فليتم صومه" مع أن القياس عند أبى حنيفة: أنه يفطر، فترك القياس لخبر أبى هريرة. وهذا مالك عمل بحديث أبى هريرة فى غسل الإناء سبعًا من ولوغ الكلب مع أن القياس عنده أنه لا يغسل لطهارته عنده. بل قد ترك أبو حنيفة القياس لما هو دون حديث أبى هريرة فى مسألة القهقهة، لذاك الخبر المرسل. قال الذهبى: وقد كان أبو هريرة وثيق الحفظ، ما علمنا أنه أخطأ فى حديث. (٤) أخرج البيهقى فى السنن الكبرى (١/ ٤٥) كتاب الطهارة باب غسل اليدين قبل إدخالهما فى الإناء بنحوه من حديث أبى هريرة: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلهما فى وضوئه فإن أحدكم لا يدرى أين باتت يده". وقال: رواه البخارى فى الصحيح، وأخرجه مسلم.=