وأمه هى رائطة بنت الحجاج بن منبه السهمية، وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها. وله مناقب وفضائل ومقام راسخ فى العلم والعمل، حمل عن النبى - صلى الله عليه وسلم - علمًا جمًا. وكتب الكثير بإذن النبى - صلى الله عليه وسلم - وترخيصه له فى الكتابه بعد كراهيته للصحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن وسوغ ذلك - صلى الله عليه وسلم -، ثم انعقد الإجماع بعد اختلاف الصحابة رضى الله عنهم على الجواز والاستحباب لتقييد العلم بالكتابة. وقال الذهبى: والظاهر أن النهى كان أولاً لتتوفر هممهم على القرآن وحده، وليمتاز القرآن بالكتابة عما سواه من السنن النبوية، فيؤمن اللبس فلما زال المحذور واللبس، ووضح أن القرآن لا يشتبه بكلام الناس أذن فى كتابة العلم والله أعلم. قال ابن القيم: قد صح عن النبى - صلى الله عليه وسلم - النهى عن الكتابة والإذن فيها متأخر، فيكون ناسخًا لحديث النهى، فإن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال فى غزاة الفتح: "اكتبوا لأبى شاه" يعنى خطته التى سأل أبو شاه كتابتها وأذن لعبد الله بن عمرو فى الكتابة، وحديثه متأخر عن النهى؛ لأنه لم يزل يكتب، ومات وعنده كتابته، وهى الصحيفة التى كان يسميها الصادقة، ولو كان النهى عن الكتابة متأخرًا، لمحاها عبد الله لأمر النبى - صلى الله عليه وسلم - يمحو ما كتب عنه غير القرآن، فلما لم يمحها، وأثبتها، دل على أن الإذن فى الكتابة متأخر عن النهى عنها، وهذا واضح والحمد لله. انظر تهذيب السنن لابن القيم (٥/ ٢٤٥). وقال الذهبى: أبو النضر هاشم بن القاسم وسعدويه قالا: حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو فتناولت صحيفة تحت رأسه، فتمنع علىَّ، فقلت: تمنعنى شيئًا من كتبك فقال: إن هذه الصحيفة الصادقة التى سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس بينى وبينه أحد، فإذ سلم لى كتاب الله وهذه الصحيفة والوهط، لم أبال ما ضيعت الدنيا. والوهط: بستان عظيم بالطائف، غرم مرة على عروشه ألف ألف درهم. وذكر ذلك أيضًا ابن عساكر وابن سعد (٢/ ٢٧٣، ٤/ ٤٦٢) مختصرًا. وترجمته فى: حلية الأولياء (١/ ٢٨٣)، جمهرة أنساب العرب (١٦٣)، الجرح والتعديل (٥/ ١١٦)، تهذيب التهذيب (٥/ ٣٣٧)، أسد الغابة (٣/ ٣٤٩). (١) هذه الكلمة بالمخطوط من غير نقط. (٢) جاء بهامش المخطوط: لا يقدح فى عبد الله بن عمر ... وباقى العبارة غير واضح.