وقال الذهبى معلقًا: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وهذا خبر منكر، ولا يشرع لأحد بعد نزول القرآن أن يقرأ التوراة ولا أن يحفظها لكونها مبدلة معرفة منسوخة العمل، قد اختلط فيها الحق بالباطل، فلتجتنب، فأما النظر للاعتبار وللرد على اليهود، فلا بأس بذلك للرجل العالم قليلاً والإعراض أولى. وقد روى الإمام أحمد: من حديث جابر فى المسند (٣/ ٣٣٨، ٣٨١) من طريق مجالد، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون "امتحيرون" كما تهوكت اليهود والنصارى لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيًا، ما وسعه إلا اتباعى. قلت: وأما نسبة هذا القول لمغيرة فهذا يعد من السخافات وأكثر منه سخفًا ما تلا قول شعبة. والله أعلم. (٢) خرج الإمام أحمد فى المسند (٢/ ١٦٤، ٢٠٦)، من حديث عبد الله بن عمرو من طريق: يزيد ابن هارون حدثنا العوام، حدثنى أسود بن مسعود، عن حنظله بن خويلد قال: بينما أنا عند معاوية، إذ جاء رجلان يختصمان فى رأس عمار رضى الله عنه فقال لكل واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسًا لصاحبه، فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تقتله الفئه الباغية". فقال معاوية: يا عمرو! ألا تغنى عنا مجنونك، فما بالك معنا؟ قال: إن أبى شكانى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أطع أباك ما دام حيًا" "فأنا معكم ولست أقاتل". وإسناده صحيح. وأخرج ابن سعد (٤/ ٢٦٦) حديث عبد الله بن عمرو، من طريق هشام بن عبد الملك أبى الوليد الطيالسى. وذكره الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٣/ ٩٢)، قال: وروى نافع بن عمر، عن ابن أبى مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو رضى الله عنه: مالى ولصفين مالى ولقتال المسلمين، لوددت أنى مت قبلها بعشرين سنة، أو قال: بعشر سنين، أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ولا رميت بهم وذكر أنه كانت الراية بيده. وقال الذهبى: يزيد بن هارون، حدثنا عبد الملك بن قدامة، حدثنى عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن أبا: عمراً قال له يوم صفين اخرج فقاتل، فقاتل: يا أبه! كيف تأمرنى أخرج فأقاتل وقد سمعت من عهد وسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ما سمعت؟ ! فقال: نشدتك بالله! أتعلم أن آخر ما=