(٢) أخرج أبو نعيم فى الحلية (٢/ ٢٧٥): حدثنا أبو بكر الطلحى قال: حدثنا أحمد بن حماد بن سفيان قال: حدثنى عبد القدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب قال: حدثنى عمى صالح بن عبد الكبير قال: حدثنى عمى أبو بكر بن شعيب قال: كنت عند محمد بن سيرين فجاءه إنسان عن شئ من الشعر، وذاك قبل صلاة العصر، فانشد هذه الأبيات: كأم المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وزوب العسل يعدل به برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل ثم دخل فى الصلاة. وأخرج أيضًا: حدثنا أبو بكر الطلحى قال: حدثنا أحمد بن حماد قال: حدثنا إبراهيم الجوهرى قال: حدثنى يحمى بن خليف بن عقبة، عن أبيه قال: سُئل محمد بن سيرين: أينشد الشعر وهو علي وضوء، فقال: نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم فى الطول أسنانها مائة أو زدن واحدة ... وسائر الخلق منها بعد ممطول ثم قال: الله أكبر. (٣) قلت: كان ابن سيرين ورعًا شديد الورع، إذا سُئل عن الحديث أو التفسير انقبض وجهه وتغير لونه، وكان ذا مزاح وكثرة ضحك. أخرج أبو نعيم فى الحلية (٢/ ٢٦٦): عن بكر بن عبد الله المزنى، قال: من سره أن ينظر إلى أورع أهل زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين، فوالله ما أدركنا من هو أورع منه. وعن عاصم الأحول قال: سمعت مورقًا العجلى يقول: ما رأيت رجلا أفقه فى ورعه، ولا أورع فى فقهه من محمد بن سيرين. وكان مطعمًا للإخوان والزائرين ومعظما الرجاء للمذنبين. كان رحمه الله ذا ورع وأمانة وحيطة وصيانة، كان بالليل بكاءًا نائحًا، وبالنهار بسامًا سائحًا يصوم يوم ويفطر يوم.