للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعدى مخافة العيلة عليكم، ولكنى أحب أن أوجبهم ولاية الله؛ فإن الله لا يستخلف عبدًا حتى يتولاه، ولن يتولاه حتى يوجب الطاعون.

فقال: قربوهما ليجئ، وهاتوا نجائبى أفر من ربى فينظر الله إليه معاجزًا له فى الأرض، أى أحيمق أتفر من الله وأنت تزعم أن لك الجنة إذا مت؟ ويحك كيف اخترت دمشق وأعوازها على ماجورة الرحمن فى ذوات أفنان فى جنات عدن، يا أفسق الفاسقين، اختلف قولك وعملك، كان عملك أولى بك من قولك، ثم اتكئ.

قال: وكان الحسن يقول فى مجلسه: ألا لا يكون أحدكم محبًا فى الله وليًا حتى يكون فى الله مبغضًا عدوًا، والله لو أن أحدكم جاءته عنزة يطلع من رجلها لقال: من فعل هذا بك عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أعظم. فقام إليه رجل فقال: يا أبا سعيد لو أمسكت قليلاً فإن للقوم فى أعناقنا بيعة.

قال: فنفر به الحسن ثم قال: بيعة لا أم لك، إنما البيعة التى يحب الله أن يوفى بها لإمام عادل رضى نقى زكى، وفى أحد صفقة المسلمين يرضى منهم، وأخذوا صفقته فأطاعوه ما أطاع الله، فإذا عصى الله فلا تبعة له فى رقابهم، ولا طاعة له عليهم، أفاسق وضع سيفه على عاتقه يحبط أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: بايعونى ولابنى من بعدى ألا لا بيعة لك ولا كرامة، ألا لا بيعة لك ولا كرامة (١).

المدائنى قال: قال الحسن: قدم علينا عبد الله بن زياد، فقدم شابًا مترفاً جبارًا سفاكًا له فى كل يوم خمس أكلات، إن أخطأته واحدة ظل لها صريعًا يبكى على شماله ويأكل بيمينه حتى إذا [٣٤/أ] كظمه ما أكل قال: يا جارية ابغينى حاطوما ثكلتك أمك هل تحطم إلا دينك، فدخل عليه عبد الله بن معقل (٢) أو عبيد الله بن معقل فقال: انته عما تصنع. قال له: ما أنت وذاك؟ وأنت من حثالة أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال له: لا


(١) هذا قول موضوع على الحسن البصرى مكذوب عليه، وعلته أبو بكر الهذلى: متروك الحديث. والله أعلم.
(٢) عبد الله بن معقل بنن مقرن المزنى أبو الوليد الكوفى.
قال العحلى: ثقة من خيار التابعين.
قال ابن حجر: قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
قال ابن حبان فى الثقات: مات سنة بضع وثمانين بالبصرة.
قال الذهبى فى "السير" (٤/ ٢٠٦) عبد الله بن معقل بن مقرن الامام أبو الوليد المزنى الكوفى لأبيه صحبة، أخرج حديثه البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى.
ترجمته فى: تهذيب التهذيب (٤٠/ ٦) الإصابة (٦٦٤٣) تاريخ البخارى (٥/ ١٩٥). طبقات ابن سعد (٦/ ١٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>