(٢) سبق أن ذكرنا أنه قال: لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة فى جماعة، وعلق الذهبى قائلًا: لعن الله هذه المرءوة، ما هى إلا الحمق والكبر كيلا يزاحمه السوقة، وكذلك تجد رؤساء وعلماء يصلون فى جماعة فى غير صف، أو تبسط له سجادة كبيرة حتى لا يلتصق به مسلم، فإنا لله .. قلت: رحم الله الحجاج كان فى غنى عن هذا لو لم يترك صلاة الجماعة، وإن كان بعض المسلمين يؤذون المصلين برائحتهم فى هذا العصر فما بالنا بأيامه. وقد نهى النبى - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الثوم والبصل وعدم نظافة الفم، وكل ما يؤذى المسلم من رائحة خبيثة حتى أنه - صلى الله عليه وسلم - وجه الأمة إلى ما يظهر أبنائها بأطيب وأجل مظهر. غير أن عذر الحجاج لا يدعوه؛ لأن يقول هذا القول، فأى مرءوة فى ترك صلاة الجماعة مع المسلمين. (٣) ذكر ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل (٣/ ١٥٥): حدثنا على بن الحسين بن الجنيد قال: سمعت أبا حفص يعنى عمر بن على يقول: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن حجاج، يعنى ابن أرطأة، وكان عبد الرحمن، يعنى ابن المهدى يحدث عنه. وقال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبى: حجاج بن أرطأة لم يكن يحيى بن سعيد يرى أن يروى عنه بشئ، وقال: هو مضطرب الحديث. حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثنا على، يعنى ابن المدينى، قال: سمعت يحيى، يعنى القطان، يقول: الحجاج بن أرطأة ومحمد بن إسحاق عندى سواء، وتركت الحجاج متعمدًا، ولم أكتب عنه حديثًا قط. قال ابن أبى حاتم: أنبأنا ابن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الحجاج بن أرطأة كوفى صدوق، ليس بالقوى يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمى، عن عمرو بن شعيب. وقال: ذكره أبى عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: الحجاج بن أرطأة ليس بذاك القوى وهو مثل ابن أبى ليلى ومجالد. =