قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٢/ ٦١٩): وأبو هريرة إليه المنتهى فى حفظ ما سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام، وآدائه بحروفه، وقد أدى حديث المصُراة بألفاظه فوجب علينا العمل به وهو برأسه أصل. وقال فى (٢/ ٦٢١): وقد كان أبو هريرة وثيق الحفظ ما علمنا أنه أخطأ فى حديث. قلت: والله أعلم هذا افتراء على أبى هريرة، وكذب وبهتان على عروة، ولم أقف على هذا القول عن عروة، وما هذا إلَّا من صنيع أهل الضلال عليهم من الله ما يستحقون فى سب أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم - والطعن فيهم رضوان الله عليهم، عدول، والكلام بينُ الضلال فعروة بن الزبير تابعى ثقة مشهور ولا يمكن أن يكون التابعى مدركًا مهما بلغ من قدره لمراد الأحاديث كالصحابى. كما أنه لا يمكن لتابعى كعروة أن يقول هذا الكلام على صحابى عظيم القدر كأبى هريرة رضى الله عنه. ثم إن الأمر مرفوض عقلًا، فعروة ولد سنة ١٨ ونصف من الهجرة، ومات سنة ٩٤ هـ، عن عُمْر ٦٧ سنة. وأبو هريرة مات سنة ٥٧ أو ٥٨ أو ٥٩ هجرية وهذا يعنى أن عمر عروة كان ٣٨ ونصف أو ٣٩ ونصف أو على الأكثر ٤٠ ونصف عام، يعنى فى غاية الشباب والرجولة التى لا تستدعى أن يجعل ابنه يقربه من أبى هريرة وهو يحدث، ولم تكن حادثة ساقه قد حدثت بعد. هذا والله أعلم فإن هذا الكلام لعله من ضلالات الكذابين وأهل الأهواء والبدع عليهم من الله اللعنات. (٢) قلت: لم أدرك ما يريده المصنف.