قلت: وهذا كما قال ابن عدى: لا يتعمد الكذب، بل يغلط غلطًا بينا وذلك لقلة معرفته بالأسانيد، ولم أذكر منكرات ينكرها الأئمة عليه، وليس هو بصاحب حديث. هذا الأمر يجعل صالح المرى لا يصلح بأن يدرجه المصنف هنا فى هذا الباب والذى جعل له عنوان "تعمد جماعة منهم الكذب" وهذا يعد من عدم توفيق المصنف. قلت: وترجمة صالح فى: تهذيب التهذيب (٤/ ٣٨٢)، التاريخ الكبير (٤/ ٢٧٣)، الضعفاء للعقيلى (٢/ ١٨٦)، ميزان الاعتدال (٢/ ٢٨٩)، العبر للذهبى (١/ ٢٦٢)، تاريخ ابن معين (٢/ ٢٦٢). (١) الحجاج بن أرطأة، قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب (٢/ ١٧٢): حجاج بن أرطأة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل النخعى أبو أرطأة الكوفى القاضى. قال الثورى: عليكم به فإنه ما بقى أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه. قال العجلى: كان فقيهًا وكان مفتى الكوفة، وكان فيه تيه، وكان يقول: أهلكنى حب الشرف وولى قضاء البصرة، وكان جائز الحديث إلَّا أنه صاحب إرسال، وكان يرسل عن يحيى بن أبى كثير ومكحول، ولم يسمع، وإنما يعيب الناس منه التدليس. قال: وكان الحجاج راويًا عن عطاء، سمع منه، وقال أبو عطاء عن أحمد: كان من الحفاظ قيل: فَلِمَ ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن فى حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلَّا منه زيادة. وقال ابن أبى خيثمة، عن ابن معين: صدوق، ليس بالقوى، يدلس عن عمرو بن شعيب. وقال أبو زرعة: صدوق يدلس. وقال أبو حاتم: صدوق يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه، وأما إذا قال حدثنا فهو صالح لا يرتاب فى صدقه وحفظه إذا بين السماع، لا يحتج بحديثه، لم يسمع من الزهرى ولا من هشام ابن عروة ولا من عكرمة. وقال هشيم: قال لى الحجاج بن أرطأة: صف لى الزهرى فإني لم أره. وقال ابن المبارك: كان الححاج يدلسن، فكان يحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمى متروك. قال ابن عدى: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهرى وغيره، ربما أخطأ فى بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه. وقال ابن عدى: حدثنا ابن أبى عصمة، حدثنا أبو طالب أحمد بن حميد: سألت أحمد بن حنبل، عن حجاج بن أرطأة فقال: كان يدلس، كان إذا قيل له: من حدثك من أخبرك؟ قال: لا تقولوا من أخبرك وقولوا من ذكره. وقال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٧/ ٧٣٢): قال أحمد بن حنبل: كان حجاج يدلس، فإذا قيل له: من حدثك؟ يقول: لا تقولوا هذا، قولوا من ذكرت. قلت: والرجل ليس بكذاب ولا متروك فلم أدرجه المصنف هنا فى هذا الباب؟ . =