للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا لى (١). قال: وسمعت سفيان بن عيينة يقول عن الثورى قال: قال ما تريد إلى شئ إذا بلغت منه الغاية تمنيت أن تنفلت منه كفافًا (٢). قال: وكان أبو إسحاق الشيبانى يقول: لو كان هذا الحديث من الخير لنقص، حكى ذلك القعنبى وغيره (٣). قال: وكان مسعر


= المؤمنين فى الحديث أبو بسطام الأزدى العتكي مولاهم الواسطى، عالم البصرة وشيخها سكن البصرة من الصغر ورأى الحسن وأخذ عنه مسائل.
وقال فى (٧/ ٢١٣): قال أبو قطن: سمعت شعبة بن الحجاج يقول: ما شئ أخوف عندى من أن يدخلنى النار من الحديث.
وعنه قال: وددت أنى وقاد حمام وأنى لم أعرف الحديث. قلت، أى الذهبي: كل من حاقق نفسه فى صحة نيته فى طلب العلم يخاف من مثل هذا ويود أن ينجو كفافًا. قال سعد بن شعبة: أوصى أبى إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها. قلت، أى الذهبى: وهذا قد فعله غير واحد بالغسل وبالحرق وبالدفن، خوفًا من أن تقع فى يد إنسان واهٍ يزيد فيها أو يغيرها.
قلت: وهذا قول شعبة رحمه الله الذى قال عنه الذهبى فى سير أعلام النبلاء. قال أبو زيد الهروى عن شعبة: لأن أقع من السماء إلى الأرض أحب إلىَّ من أن أدلس. وقال عنه أيضًا: وروى هشيم، عن شعبة قال: خذوا عن أهل الشرف فإنهم لا يكذبون.
(١) قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب (٥/ ٣٤٦): عبد الله بن عون بن أرطبان المزنى مولاهم أبو عون الخزاز البصرى رأى أنس بن مالك وروى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس وغيرهم.
قال قرة: كنا نتعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون ومناقبه كثيرة جدًا.
وقال ابن سعد: كان ثقة وكان عثمانيًا وكان كثير الحديث ورعا، وقال الأنصارى: كان ابن عون لا يسلم على القدرية، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا إلى أن مات. وقال محمد بن فضاء: رأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فى النوم فقال: "زوروا ابن عون فإن الله يحبه". وقال البغوى: حدثنا عبد الله ابن عون وكان من خيار عباد الله.
والكلام فيه غير محصور فرحمة الله عليه. قلت: ولم أقف على قوله هذا.
(٢) قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء: (٧/ ٢٣٦) وقال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم، ويحيى بن معين وغيرهم: سفيان الثورى أمير المؤمنين فى الحديث.
قال ابن مهدى: ما رأت عيناى أفضل من أربعة، أو مثل أربعة، ما رأيت أحفظ للحديث من الثورى ولا أشد تقشفًا من شعبة ولا أعقل من مالك، ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.
وروى وكيع عن شعبة قال: سفيان أحفظ منى وقال عبد العزيز بن أبى رزمة قال رجل لشعبة: خالفك سفيان فقال: دمغتنى. وذكر هذا القول له فى سير أعلام النبلاء (٧/ ٢٥٢) عباس الدورى: سمعت يحيى بن معين سمعت ابن عيينة عن سفيان الثورى قال: ما تريد إلى شئ إذا بلغت منه الغاية، تمنيت أن تنفلت منه كفافًا.
وهذا يدل على غاية الزهد والخشية لديه رحمه الله تعالى.
(٣) أبو إسحاق الشيبانى: قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (٦/ ١٩٣): سليمان بن أبى سليمان فيروز، ويقال: خاقان وقيل: عمرو، الإمام الحافظ الحجة أبو إسحاق مولى بنى شيبان بن ثعلبة الكوفى ولد فى أيام الصحابة كابن عمر وجابر ولحق عبد الله بن أبى أوفى وسمع منه. وحدث عن كبار التابعين.
قلت: ترجمته فى تهذيب التهذيب (٤/ ١٩٧، ١٩٨)، طبقات خليفة (١٦٥)، التاريخ الصغير (٢/ ٥٧)، والجرح والتعديل (٤/ ١٢٢)، ثقات ابن حبان (٣/ ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>