(عن علي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختّم في يمينه) وفي الحديث الذي يليه (عن ابن عمر أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتختّم في يساره) قال النّووي في شرح المهذّب: التختّم في اليمين واليَسار كلاهما صحّ فعله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكنّه في اليمين أفضل لأنّه زينة واليمين بها أولى.
وقال الحافظ ابن حجر: ورد تختمه - صلى الله عليه وسلم - في اليمين من حديث ابن عمر عند البخاري، وأنس عند مسلم، وابن عباس وعبد الله بن جعفر عند الترمذي، وجابر عنده في الشمائل، وعلي عند أبي داود والنسائي، وعائشة عند البزّار، وأبي أمامة عند الطبراني، وأبي هريرة عند الدارقطني في غرائب مالك، فهؤلاء تسعة من الصحابة، وورد تختمه في اليسار من حديث أنس عند مسلم، وابن عمر عند أبي داود، وأبي سعيد (عند ابن مسعود)(١)، ووردت رواية ضعيفة أنّه تختم أوّلّا في اليمين ثمّ حوّله إلى اليسار، أخرجه ابن عديّ من حديث ابن عمر، واعتمد عليها البغوي في شرح السنة، فجمع بين الأحاديث المختلفة بأنّه تختّم أوّلًا في يمينه ثمّ تختّم في يساره وكان ذلك آخر الأمرين، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن اختلاف الأحاديث في ذلك فقال: لا يثبت هذا، ولكن في يمينه أكثر.
(وكان فصّه في باطن كفّه) وفي الحديث الذي يليه: (وجعل فصّه على ظهرها) قال العلماء: أحاديث الباطن أصحّ وأكثر، فهو أفضل.
***
(١) كذا بالنسخ الثلاث، ولعلّ الصواب: "ابن سعد" كما في فتح الباري ١٠/ ٣٢٨.