للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(قفلة كغزوة) قال الخطّابي: يحتمل وجهين؛ أحدهما: أن يكون أراد به القفول عن الغزو والرجوع إلى الوطن، يقول: إنّ أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله كأجره في إقباله إلى الجهاد، وذلك أن تجهيز الغازي (١) يضرّ بأهله وفي قفوله إليهم إزالة الضّرر عنهم واستجمام للنفس واستعداد بالقوّة للعدوّ، والوجه الآخر: أن يكون أراد بذلك التعقيب وهو رجوعه ثانيًا في الوجه الذي جاء منه منصرفًا وإن لم يلق عدوّا ولم يشهد قتالًا، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم وذلك لأحد أمرين؛ أحدهما: أنّ العدوّ إذا رأوهم قد انصرفوا عن ساحتهم أمنوهم فخرجوا من (مكانهم) (٢)، فإذا قفل الجيش إلى دار العدوّ نالوا الفرصة منهم فأغاروا عليهم، والثاني: أنّهم إذا انصرفوا من مغزاهم ظاهرين لم يأمنوا أن يَقْفو العدوّ أثرهم فيوقعوا بهم وهم غادون فربّما استظهر الجيش أو بعضهم بالرّجوع على أدراجهم، فإن كان من العدوّ طلب كانوا مستعدّين للقائهم، وإلّا فقد سلموا وأحرزوا ما معهم من الغنيمة.

زاد في النهاية: وقيل يحتمل أن يكون سئل عن قوم قفلوا ليستضيفوا إليهم عددًا آخر من أصحابهم ثمّ يكرّوا على عدوّهم.

* * *

[باب فضل قتال الروم على غيرهم من الأمم]


(١) في ج زيادة: "للعدوّ".
(٢) في معالم السنن: "مكامنهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>