للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام أعلى من درجات سائر الخلق، لا سيما درجة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فإنّه لا ينالها أحد؟ قلت: الغرض منه المبالغة في رفع (١) درجته في الجنّة، قال: وإنّما فرّق بين الإصبعين إشارة إلى التّفاوت بين درجة الأنبياء وآحاد الأمّة (٢).

***

[باب في حقّ الجوار]

(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: فيه إشكال وذلك أنّ العلم منه ما هو مباح قطعًا، فإن اندرج في قوله: "فليقل خيرًا" لزم أن يكون المباح مأمورا به، وإن اندرج في قوله: "ليصمت" لزم أن يكون ممنوعًا منه؟

قال: والجواب أنّه اندرج في قوله: "فليقل خيرًا" ويكون الأمر استعمل هاهنا بمعنى الإذن الذي هو مشترك بين المباح وغيره. بقي أن يقال: يلزم أن يكون خيرًا والخير إنّما يكون فيما يترجح مصلحته، أمّا ما لا مصلحة فيه فكيف يكون خيرًا؟ والجواب: إنّ أحد المذهبين للعلماء أنّ المباح حسن وخير، ولذلك قال تعالى: {وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}، مع أنّ أحسن أعلى من حسن، ويلزم أن لا يجازيهم على


(١) في ب: "رفعة".
(٢) في ب: "الأئمّة".

<<  <  ج: ص:  >  >>