(المسلمون شركاء في ثلاث في الكلأ والماء والنّار) قال الخطّابي: معناه الكلأ ينبت في موات الأرض يرعاه الناس ليس لأحد أن يختصّ به دون أحد أو يحجزه عن غيره. قال: وقوله "والنار" فسّره بعض العلماء بالحجارة التي توري النار، يقول: لا يمنع أحد أن يأخذ منها حجرًا يقتدح به النار، فأمّا التي يوقدها الإنسان فله أن يمنع غيره من أخذها، وقال بعضهم: له أن يمنع من يريد أن يأخذ منها جذوة من الحطب الذي قد احترق فصار جمرًا وليس له أن يمنع من أراد أن يستصبح منها مصباحًا أو أدنى منها ضغثًا يشتعل بها لأن ذلك لا ينقص من عينها شيئًا.
وقال في النهاية: أراد بالكلأ المباح الذي لا يختصّ بأحد، وبالماء ماء السماء والعيون والأنهار التي لا مالك لها، وأراد بالنار الشّجر الذي يحتطبه الناس من المباح فيوقدونه. وذهب قوم إلى أن الماء لا يملك ولا يصح بيعه مطلقًا، وذهب آخرون إلى العمل بظاهر الحديث في الثّلاثة، والصّحيح الأوّل.