للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فأخذهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمًا) قال الخطّابي: أي: أسرًا، يقال: رجل سلم أي: أسير، وقوم سلم، الواحد والجماعة سواء.

وقال في النهاية: يروى بكسر السين وفتحها، وهما لغتان في الصلح، وهو المراد في الحديث على ما فسَّره الحميدي في غريبه. وقال الخطّابي: إنَّه بفتح السين واللَّام يريد الاستسلام والإذعان كقوله تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ} أي: الانقياد، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع. وهذا هو الأشبه بالقضيّة فإنّهم لم يؤخذوا عن صلح وإنَّما أخذوا قهرًا وأسلموا أنفسهم عجزًا، وللأوَّل وجه، وذلك أنَّهم لم يجر معهم حرب وإنَّما لمَّا عجزوا عن دفعهم أو النَّجاة منهم رضوا أن يؤخذوا أسرى ولا يقتلوا، فكأنَّهم قد صولحوا على ذلك فسمِّي الانقياد صلحًا وهو السلم.

(النّتنى) جمع نتن كزمنى وزمن، قال في النهاية: سمَّاهم نتنى لكفرهم كقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}.

***

[باب في فداء الأسير بالمال]

<<  <  ج: ص:  >  >>