للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[باب في صلاة العتمة]]

(لا تغلبنّكم الأعراب على اسم صلاتكم ألا وإنّها العشاء) قال الشيخ عزّ الدّين بن عبد السلام: المعنى في ذلك أنّ العادة أنّ العظماء إذا سمّوا شيئًا باسم، فلا يليق العدول عنه إلى غيره، [لأنَّ ذلك تنقيص لهم ورغبة عن صنيعهم وترجيح لغيره عليه] (١) وذلك لا يليق، والله سبحانه قد سمَّاها في كتابه العشاء في قوله: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}، فيقبح بعد تسمية ذي الجلال والإكرام العدول إلى غيره.

قلت: ولم يسم في القرآن من الصَّلوات الخمس صريحًا غيرها، وظهر لي أنّ النكتة في ذلك كونها من خصائص هذه الأُمّة، إذ لم تصلّها أمة غيرها، كما ذكر حديث ذلك في أبواب الصَّلاة من سنن أبي داود (٢).

(ولكنهم يعتمون بما لإبل) قال الخطّابي: معناه يؤخّرون حلب الإبل ويسمّون الصلاة باسم وقت الحلاب.

(يا بلال أقم الصلاة أرِحْنا بها) قال في النّهاية: أي: نستريح بأدائها


(١) ما بين المعكوفين غير موجود في أ.
(٢) راجع سنن أبي داود ح ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>