للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في النّداء عند النفير: يا خيل الله اركبي (١)

قلت: يشير إلى ما أخرجه العسكري في الأمثال عن أنس أنّ حارثة بن النعمان قال: يا نبي الله ادع الله لي بالشهادة، فدعا له، قال: فنودي يومًا يا خيل الله اركبي، فكان أوّل فارس ركب وأوّل فارس استشهد.

قال في النهاية: هو على حذف المضاف أي: يا فرسان خيل الله اركبي.

وقال الطيبي: هذا من أحسن المجازات وألطفها. وقال الرّاغب: الخيل في الأصل اسم للأفراس والفرسان، ويستعمل في كل منهما منفردًا نحو ما روي "يا خيل الله اركبي" فهذا للفرسان، و"عفوت لكم عن صدقة الخيل" يعني: الأفراس. انتهى.

(وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا فزعنا) قال الشيخ وليّ الدّين: يحتمل أن يكون معناه إذا خفنا، وأن يكون معناه إذا أغثنا، قال: وقد ذكر صاحب الصحاح أن الفزع يطلق بالمعنيين جميعًا.

وقال صاحب النهاية: الفزع في الأصل الخوف، فوضع موضع الإغاثة والنّصر لأن من شأنه (الإغاثة) (٢) والدَّفْع عن الحريم مُراقِبٌ حَذِرٌ.


(١) هذا الباب موجود في الأصل وليس من زياداتي لذا لم أثبته بين معكوفين.
(٢) في أ: "الإعانة".

<<  <  ج: ص:  >  >>