للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذُكرًا، وأكِل علمها عند من أحاط بها وبكل شيء خبرًا، وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأئمة وسادتها، وإيَّاها اختار أئمَّة الفقهاء وقاداتها، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه، ولا أحد من المتكلمين من أصحابنا يصرف عنها ويأباها، وأفصح الغزالي في غير موضع بتهجين ما سواها وألجم (١) آخر في إلجامه (٢) كلّ عالم أو عامي عمَّا عداها. انتهى.

وقد روي بلفظ: "ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء"، وهذا يشعر بأنّ المراد بمن في السَّماء الملائكة، ومعنى رحمتهم لأهل الأرض دعاؤهم لهم بالرحمة والمغفرة كما قال تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ}.

تنبيه: روى الترمذي هذا الحديث وزاد في آخره: "الرَّحمة شجنة من الرَّحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله".

***

[[باب في النصيحة]]

(إنّ الدّين النصيحة) الحديث قال الخطّابي: النصيحة كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له، وليس يمكن أن يعبّر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تحصرها وتجمع معناها غيرها، وأصل النّصح في اللّغة الخلوص، يقال نصحت العسل إذا خلصته من الشمع، فمعنى نصيحة الله


(١) في أ: "انكم". وفي ج رسمت هكذا "ايكم".
(٢) كذا في أوب، وفي ج: "لجامه".

<<  <  ج: ص:  >  >>