للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[باب في قيام الرجل للرجل]]

(من أحبّ أن يتمثل (١) له الرّجال) قال القاضي عياض: أي ينتصبون (قيامًا فليتبوّأ مقعده من النّار) قال الطّبري (٢): هذا الخبر إنّما فيه نهي عن من يقام له على السرور بذلك، لا من يقوم له إكرامًا. وقال ابن قتيبة: معناه من أراد أن يقوم الرّجال على رأسه كما يقام بين يدي ملوك الأعاجم، وليس المراد به نهي الرجل عن القيام لأخيه إذا سلّم عليه. ورجّح النووي مقالة الطبري فقال: الأصحّ والأولى بل الذي لا حاجة إلى ما سواه أنّ معناه زجر المكلّف أن يحب قيام الناس له، قال: وليس فيه تعرّض للقيام بنهي ولا غيره وهذا متّفق عليه، قال: والمنهيّ عنه محبّة القيام، فلو لم يخطر بباله فقاموا له فلا لوم عليه، وإن أحبّ ارتكب التحريم، سواء قاموا أم لم يقوموا.

وقدح ابن القيم في كلام ابن قتيبة، بأنّ سياق الحديث يدلّ على خلاف ذلك، لأنّ معاويه إنّما روى الحديث حين خرج فقاموا له تعظيمًا، ولأنّ ذلك لا يقال له القيام للرّجل وإنّما هو القيام على رأس الرّجل أو عند الرّجل.


(١) في أ: "يمثل".
(٢) في ج: "الخطابي".

<<  <  ج: ص:  >  >>