عن الكلام، والرواية المشهورة بالرَّاء وتشديد الميم، أي: سكتوا ولم يجيبوا، يقال. أرمّ فهو مرمّ.
(أن تبكعني) قال النووي: هو بفتح المثناة في أوَّله وإسكان الموحّدة بعدها، أي تبكتني بها وتوبَّخني. انتهى. قال الأصمعي: يقال: بكعت الرجل بكعًا إذا استقبلته بما يكره.
(فتلك بتلك) قال الخطَّابي: فيه وجهان؛ أحدهما: أن يكون ذلك مردود إلى قوله: "وإذا قرأ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين يجبكم الله"، يريد أنَّ كلمة آمين يستجاب بها الدعاء الذي تضمَّنه السُّورة أو الآية، كأنّه قال: فتلك الدعوة مضمّنة بتلك الكلمة، أو معلَّقة بها، والآخر: أن يكون ذلك معطوفًا على ما يليه من الكلام: "وإذا كبّر وركع فكبّروا واركعوا" يريد أنَّ صلاتكم متعلّقة بصلاة إمامكم فاتبعوه وائتمُّوا به، ولا تختلفوا عليه فتلك إنَّما تصحّ وتثبت بتلك، وكذلك قوله:"وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا ربّنا لك الحمد يسمع الله لكم"، إلى أن قال:"فتلك بتلك" يريد أنّ الاستجابة مقرونة بتلك الدَّعوة وموصولة بها، وقوله:"سمع الله لمن حمده" معناه: استجاب الله دعاء من حمده، وهذا من الإمام دعاء للماموم وإشارة إلى قوله:"ربّنا لك الحمد"، (فانتظمت)(١) الدعوتان إحداهما بالأخرى، فكان ذلك بيان قوله:"فتلك بتلك" ومعنى "يسمع الله لكم " أي: يستجيب لكم.
***
[باب الصّلاة على النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد التّشهد]