للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والمرأة تموت بجمع) قال الخطّابي: هو أن تموت وفي بطنها ولد.

زاد في النهاية: وقيل: التي تموت بكرًا، قال: والجمع بالضمّ بمعنى المجموع كالذُّخْر بمعنى المذخور، وكسر الكسائي الجيم، والمعنى أنّها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة.

* * *

[باب ما يستحبّ من حسن الظنّ بالله عند الموت]

(لا يموت أحدكم الّا وهو يحسن الظنّ بالله) زاد ابن أبي الدنيا في حسن الظنّ: "فإنّ قومًا قد أرداهم سوء ظنّهم بالله، فقال الله في حقّهم: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: ٢٣] ".

قال الخطّابي: إنّما يحسن بالله الظنّ من حسن عمله، فكأنّه قال أحسنوا أعمالكم بحسن ظنّكم بالله، فإنّ من ساء عمله ساء ظنّه، وقد يكون أيضًا حسن الظنّ بالله من حيث الرّجاء وتأميل العفو.

وقال الرّافعي في تاريخ قزوين: يجوز أن يريد به التّرغيب في التّوبة والخروج من المظالم، فإنّه إذا فعل ذلك حسن ظنّه ورجا الرَّحمة.

وقال النوويّ في شرح المهذّب: معنى تحسين الظنّ بالله أن يظنّ أنّ الله تعالى يرحمه ويرجو ذلك ويتدبّر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله تعالى وعفوه ورحمته، وما وعد به أهل التوحيد وما لهم من الرَّحمة يوم القيامة، كما قال سبحانه وتعالى في الحديث الصحيح "أنا عند ظنّ عبدي بي"، هذا هو الصّواب في معنى الحديث، وهو الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>