للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في السارق يسرق مرارًا]

(جيء بسارق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: اقتلوه) قال الخطّابي: لا أعلم أحدًا من الفقهاء يبيح دم السارق وإن تكررّت منه السرقة، وقد يخرّج على مذهب مالك، وهو أن يكون هذا من المفسدين في الأرض، فإنّ للإمام أن يجتهد في عقوبته وإن زاد على مقدار الحدّ، وإن رأى أن يقتل قتل، فقد يحتمل أن يكون هذا رجلًا مشهورا بالفساد مخبورًا بالشرّ، معلومًا من أمره أنَّه سيعود إلى سوء فعله ولا ينتهي عنه حتى تنتهي حياته، ويحتمل أن يكون إنَّما فعل ذلك بوحي من الله واطّلاع منه على ما سيكون منه، فيكون معنى الحديث خاصّا فيه. انتهى.

قلت: وهذا من الحكم بالحقيقة الذي أذن فيه للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - مع الحكم بالشريعة ولم يؤذن في ذلك لغيره من الأنبياء، بل أمروا أن يحكموا بالظاهر فقط والله يتولّى السرائر، وأذن للخضر أن يحكم بالباطن ولم يؤذن له في

<<  <  ج: ص:  >  >>