للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ما أذن الله) أي: ما (استمع) (١).

(يجهر به) قال الخطّابي: زعم بعضهم أنّه تفسير لقوله "يتغنّى بالقرآن" قال: وكلّ من رفع صوته بشيء مُعْلنًا به فقد تغنى به، وهذا وجه رابع في تفسير "ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن". وقال ابن حبان: قوله "يتغنّى بالقرآن" يريد يتحزّن به وليس هذا من الغنية، ولو كان من الغنية لقال يتغانى ولم يقل يتغنّى، وليس التحزن بالقرآن طيب الصّوت بأنواع النّغم، ولكن هو أن يقارنه (شيئان) (٢) الأسف والتلهف، الأسف على ما وقع من التقصير، والتلهّف على ما يؤمل من (التوقير) (٣)، فإذا تألم القلب وتوجّع وتحزّن الصوت ورجع بدر الجفن بالدموع والقلب باللُّموع، فحينئذٍ يستلذّ (المتهجِّد) (٤) بالمناجاة، ويفرّ من الخلق إلى وَكر (٥) الخلوات.

***

[باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثمّ نسيه]


(١) في أ: "أسمع".
(٢) في أيمكن قراءتها: "سياق".
(٣) في أ: "التوجيع"، وفي ج: "التوجّع"، والمثبت من ب موافق لما في صحيح ابن حبان ٢٩/ ٣ (ط: مؤسسة الرسالة ١٤١٤ هـ/ ١٩٩٣ م).
(٤) في أ: "المهجة".
(٥) في ج: " ذكر".

<<  <  ج: ص:  >  >>