(تربت يمينك) أي: لصقت بالتراب بمعنى افتقرت، قال في النهاية: وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدُّعاء على المخاطب، ولا وقوع الأمر بها، كما يقولون قاتله الله، وقال بعضهم: هو دعاء على الحقيقة لأنه رأى الفقر خيرًا لها، والأوّل أوجه، ويعضّده قوله في حديث خزيمة:"أنعم صباحًا تربت يداك" فإنّ هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تقدّمت الوصية به، ألا تراه قال:"أنعم صباحًا" ثم عقبه بـ "تربت يداك" وكثيرًا ترد للعرب ألفاظ ظاهرها الذمّ وإنّما يريدون بها المدح، كقولهم: لا أب لك، ولا أمّ لك، وهوت أمّه، ولا أرض لك، ونحو ذلك.