للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أبدع بي) أي: انقطع بي.

***

[باب في الهَوَى]

(حبّك للشيء (١) يعمي ويصمّ) هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدّين القزويني على المصابيح وزعم أنّه موضوع، وقال المنذري: يروى عن بلال عن أبيه موقوفًا عليه غير مرفوع، قال: وهو أشبه. وقال الحافظ ابن حجر فيما ردّه على القزويني: أمّا بلال فهو ثقة من كبار التابعين، وأمّا خالد فوثّقه أبو حاتم الرّازي، وأمّا أبو بكر فهو ضعيف عندهم من قِبل حفظه، وكان مستقيم الأمر في الحديث فطَرَقه لصوص فتغيّر عقله وصار يأتي بالغرائب التي لا توجد إلَّا عنده، فعدّوه فيمن اختلط ولم يتميّز، قال: وترجم أبو داود لهذا الحديث: "باب الهوى"، وأراد بذلك شرح معناه وأنّه خبر بمعنى التحذير من اتباع الهوى، فإن الذي يسترسل في اتباع هواه لا يبصر مبيح ما يفعله، ولا يسمع نهي من ينصحه، وإنّما يقع ذلك لمن أحبّ (٢) أحوال نفسه ولم ينتقد عليها. انتهى.


(١) في سنن أبي داود المطبوع: "الشيء".
(٢) في ب: "يحبّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>