للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[باب في تعليق الأجراس]]

(لا تصحب الملائكة) قال الشيخ وليّ الدِّين: يحتمل أن يكون المراد أنّها لا تصحبهم أصلًا، ويحتمل أن يكون المراد أنّها لا تصحبهم بالكلأ والحفظ والاستغفار، من قوله "اللهم أنت الصاحب في السفر" أي الحافظ الكالئ، وإن كان هو مع العبد حيث كان في كل حال. قال: والظاهر أن المراد بهم هنا غير الحفظة، فإنّ الحفظة لا يفارقون بني آدم.

(رفقة) بضمّ الرّاء وكسرها، الجماعة المرافقون في السفر.

(فيها كلب) قال الشيخ وليّ الدّين: اختلف في علّة ذلك، فقيل: إنّه لما نهى عن اتخاذها عوقب متّخذها بتجنّب الملائكة صحبته غضبًا عليه لمخالفته الشرع، فحُرِم بركتها واستغفارها وإعانتها له على طاعة الله ودفع كيد عدوّه الشيطان، فعلى هذا لا تمتنع الملائكة من صحبة الرّفقة التي فيها كلب مأذون في اتّخاذه، وهذا مبنيّ على أنّه يجوز أن يستنبط من النص معنى يخصّصه. وقيل: إنّما نافرتها الملائكة لكونها نجسة وهم المطهّرون المقدّسون عن مقاربتها، وقيل لأنّها من الشياطين على ما ورد، والملائكة أعداء الشياطين في كل حال، وقيل لقبح رائحتها وهم يكرهون الرائحة الخبيثة ويحبّون الرائحة الطيّبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>