للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إذا كان أحدكم في الشّمس، وقال مخلد: "في الفيء"، فقلص عنه الظلّ وصار بعضه في الظلّ وبعضه في الشمس (١) فليقم) قال البيهقي في سننه بعد إيراده: وفي رواية أبي المنيب العتكي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعًا في النهي عن ذلك، وهذا يحتمل أن يكون أراد كي لا يتأذّى بحرارة الشمس كما في حديث قيس عن أبيه أنّه جاء والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب فقام في الشمس فأمر به فحوّل في الظلّ.

ثمّ أخرج من طريق مجاهد عن أبي هريرة قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدًا في فناء الكعبة بعضه في الظلّ وبعضه في الشمس"، وأخرج من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر عن أبي هريرة قال: "إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه فليقم فإنّه مجلس الشيطان"، ومن طريق عبد الرزاق عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبان قال: سمعت ابن المنكدر يحدّث بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال: وكنت جالسًا في الظلّ وبعضي في الشمس فقمتُ حين سمعته، فقال ابن المنكدر: اجلس لا بأس عليك إنّك هكذا جلست. قال البيهقي: راوي هذا الحديث محمد بن المنكدر، وقد حمل الحديث على ما رويناه عنه، وفي ذلك جمع بين الخبرين وتأكيد ما أشرنا إليه. انتهى.

***

[باب في التحلّق]


(١) في سنن أبي داود المطبوع: "وصار بعضه في الشّمس وبعضه في الظلّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>