للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود]]

(لا ترايا (١) ناراهما) قال في النهاية: أي يلزم المسلم ويجب عليه أن يتباعد منزله عن منزل المشرك، ولا ينزل بالموضع الذي إذا أوقدت فيه ناره تلوح وتظهر للمشرك إذا أوقدها في منزله، ولكنّه ينزل مع المسلمين في دارهم، وهو حثّ على الهجرة، والتّرائي تفاعل من الرّؤية، يقال: تراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضًا، وتراءى لي الشيء أي ظهر حتى رأيته. وإسناد التّرائي إلى النار مجاز من قولهم داري تنظر إلى دار فلان أي تقابلها، يقول ناراهما مختلفان، هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف يتّفقان. والأصل في ترَاءى تتراءى فحذف إحدى التّاءين تخفيفًا.

وقال الخطّابي: في معناه ثلاثة وجوه، قيل: معناه: لا يستوي حكماهما، وقيل: معناه: أنّ الله فرّق بين داري الإسلام والكفر، فلا يجوز لمسلم أن يساكن الكفّار في بلادهم حتى إذا أوقدوا نارًا كان منهم بحيث يراها، وقيل: معناه: لا يتّسم المسلم بسمة المشرك ولا يتشبّه به في هديه وشكله.

* * *


(١) في أ: "لا تراءى". وهو الموافق لطبعة الدعاس والشيخ محيي الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>