سببًا لانتقاض طهره، فقيل: لمن تطّهر وخرج متوجّهًا إلى الصلاة لا تشبّك بين أصابعك لأنّ جميع هذه الوجوه لا يلائم شيء منها الصلاة، ولا يشاكل حال المصلّي.
قال النووي في شرح المهذّب بعد أن حكاه: ولا يخالف هذا ما ثبت في صحيح البخاري وغيره أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبك أصابعه في المسجد بعد أن سلّم من الصلاة عن ركعتين في قصّة ذي اليدين، وشبّك في غيره، لأنّ النهي والكراهة إنّما هي في حقّ المصلّي وقاصد الصلاة، وتشبيك النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصّة ذي اليدين كان بعد سلامه وقيامه إلى ناحية المسجد وهو يعتقد أنّه ليس في صلاة.
قلت: ولي في التشبيك مؤلّف رددت فيه على من ظنّ كراهته مطلقًا.
وقال في النهاية: تأوّله بعضهم أن تشبيك اليد كناية على ملابسة الخصومات والخوض فيها، واحتجّ بقوله عليه السّلام حين ذكر الفتن:"فشبّك بين أصابعه، وقال: اختلفوا فكانوا هكذا".
* * *
[[باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد]]
(تفلات) جمع تفلة بفتح المثنّاة وكسر الفاء، وهي التي تركت استعمال الطيب، والرّجل تفل، من التفل وهي الريح الكريهة.