للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ونهاني أن أصلي في أرض بابل) قال الخطّابي: في إسناد هذا الحديث مقال، ولا أعلم أحدًا من العلماء حرّم الصلاة في أرض بابل، وقد عارضه ما هو أصحّ منه وهو "جعلت لي الأرض مسجدًا"، ويشبه أن يكون معناه إن ثبت، أنّه نهاه أن يتّخذ أرض بابل وطنًا ودارًا للإقامة، فتكون صلاته فيها إذا كانت إقامته بها، ومخرج النهي فيه على الخصوص، ألا تراه يقول "نهاني" ولعلّ ذلك إنذار له بما أصابه من المحنة بالكوفة وهي أرض بابل، ولم ينتقل أحد من الخلفاء الراشدين قبله من المدينة.

* * *

[[باب النهي عن الصلاة في مبارك الإبل]]

(لا تصلّوا في مبارك الإبل) قال الخطابي: أجراه قوم على ظاهره، وقوله: (فإنّها من الشياطين) يريد أنّها لما فيها من النفار والشرود ربّما أفسدت على المصلّي صلاته، والعرب تسمّي كلّ مارد شيطانًا، وهذا المعنى مأمون على الغنم، لما فيها من السكون وضعف الحركة. وقال بعضهم: معناه أنّه كره الصلاة في السهول من الأرض لأنّ الإبل إنّما تأوي إليها

<<  <  ج: ص:  >  >>