للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاله جمهور العلماء، وشذّ الخطّابي فذكر معه تأويلًا آخر، أنّ معناه أحسنوا أعمالكم حتى يحسن ظنّكم بربّكم، فمن حسن عمله حسن ظنّه، ومن ساء عمله ساء ظنّه، وهذا تأويل باطل نبّهت عليه لئلّا يغترّ به. انتهى.

* * *

[باب ما يستحبّ من تطهير ثياب الميّت عند الموت]

(عن أبي سعيد الخدري أنَّه لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ثمّ قال: سمعت رسول الله يقول: (الميّت) (١) يبعث في ثيابه التي يموت فيها) قال الخطّابي: استعمل أبو سعيد الحديث على ظاهره، وقد روي في تحسين الكفن أحاديث، وقد تأوّله بعض العلماء على خلاف ذلك، فقال معنى الثياب العمل، كنّى بها عنه، يريد أنَّه يبعث على ما مات عليه من عمل صالح أو سيّء. قال: والعرب تقول فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب، ودَنِس الثياب إذا كان بخلاف ذلك، وجاء في تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: ٤] أي عملك فأصلح، وهذا كالحديث الآخر: "يبعث العبد على ما مات عليه"، واستدلّ بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "يحشر الناس حفاة عراة"، فدلّ ذلك على أنّ معنى الحديث ليس على الثياب التي هي الكفن. وقال بعضهم: البعث غير الحشر، فقد يجوز أن


(١) في سنن أبي داود المطبوع: "إنّ الميّت".

<<  <  ج: ص:  >  >>