(جار الدّار أحقّ بدار الجار) هذا نوع من أنواع البديع يسمى العكس والتبديل، وهو تقديم جزء على جزء ثمّ تأخير المقدّم وتقديم المؤخرّ، كقولهم عادات السّادات سادات العادات، وقولي: كلام الإمام إمام الكلام، وقد قلت:
وللعكس والتبديل أمثلة أتت ... وأفصحها ما في حديث رويناه
فقد جاء جار الدار في لفظ مسند ... أحق بدار الجار فيما حويناه (١)
* * *
[باب في الرّجل يفلس فيجد متاعه بعينه عنده]
(أيّما رجل أفلس) الحديث قال الخطابي: إذا صحّ وثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فليس إلَّا التسليم له، وكلّ حديث أصل برأسه ومعتبر بحكمه في نفسه، فلا يجوز أن يعترض عليه بسائر الأصول المخالفة له، أو يتذرّع إلى إبطاله بعدم النظير له وقلّة الأشباه في نوعه، وههنا أحكام خاصّة وردت بها أحاديث فصارت أصولًا، كحديث الجنين، وحديث القسامة، والمصرّاة.