للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الغِيَر) بكسر الغين المعجمة وفتح المثناة التحتيّة وراء، الدية، قيل هي جمع غيرة، وقيل مفرد وجمعها أغيار، كضلع وأضلاع، وأصلها من المغايرة لأنَّها بدل من القتل (١).

(شكة) بكسر الشّين المعجمة، أي: سلاح.

(إنّي لم أجد لما فعل هذا في غرّة الإسلام) أي: أوّله (مثلًا إلّا غنمًا وردت فرمي أوّلها فنفر آخرها اسنن اليوم وغيّر غدًا) قال الخطّابي: هذا مثل، يقول إن لم يقتص منه اليوم لم تثبت سنتك غدًا، ولم ينفد حكمك بعدك، وإن لم تفعل ذلك وجد القائل سبيلًا إلى أن يقول مثل هذا القول، أعني قوله: "اسنن اليوم وغير غدًا" فتتغيّر لذلك سنّتك وتتبدّل أحكامها.

وقال في النهاية: معناه أنّ مَثَل مُحلِّم في قتله الرّجل وطلبه أن لا يقتصّ منه وتؤخذ منه الدية والوقت أوّل الإسلام وصدره، كمثل هذه الغنم النافرة، يعني إن جرى الأمر مع أولياء هذا القتيل على ما يريد مُحلِّم، ثبّط الناس عن الدخول في الإسلام معرفتهم أنّ القود يغيّر بالديّة والعرب خصوصًا وهم الحرّاص فعلى درك الأوتار (٢) فيهم الأنفة من قبول الديات، ثمَّ حثّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإقادة منه بقوله: "اسنن اليوم وغيّر غدًا"،


(١) في ب: "القتيل".
(٢) في ب: الأوثار.

<<  <  ج: ص:  >  >>