للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن أبي حازم (واسمه سلمة بن دينار) (١) (عن أبيه) (٢) عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني على المصابيح، وزعم أنَّه موضوع، وقال الحافظ ابن حجر فيما تعقبه عليه: هذا الحديث حسنه الترمذي وصحّحه الحاكم، ورجاله من رجال الصحيح إلَّا أن له علتين؛ الأولى: الاختلاف من بعض روّاته عن عبد العزيز بن أبي حازم، (وهو زكريا بن منصور) (٣)، فرواه عن عبد العزيز بن أبي حازم فقال: عن نافع عن ابن عمر، والأخرى ما ذكره المنذري وغيره من أنّ سنده منقطع، لأن أبا حازم لم يسمع من ابن عمر، والجواب عن الثاني أن أبا الحسن بن القطّان القابسي (٤) الحافظ، صحح السند وقال: إنّ أبا حازم عاصر ابن عمر وكان معه بالمدينة، ومسلم يكتفي في الاتصال بالمعاصرة فهو صحيح على شرطه، وعن الأول أنّ زكريا وصف بالوهم فلعله وهم فأبدل راويًا بآخر، وعلى تقدير أن (لا) (٥) يكون وهم، فيكون لعبد العزيز فيه شيخان.

وإذا تقرّر هذا لا يسوغ الحكم بأنه موضوع، ولعل مستند من أطلق عليه الوضع، تسميتهم المجوس، وهم مسلمون، وجوابه أن المراد أنّهم كالمجوس في إثبات فاعلين لا في جميع معتقد المجوس ومن ثمّ ساغت إضافتهم إلى هذه الأمّة. انتهى.

وقال الخطابي: إنما جعلهم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذاهب المجوس في قولهم بالأصلين وهما النور والظلمة، يزعمون أنّ الخير من فعل النور


(١) غير موجود في سنن أبي داود المطبوع.
(٢) في سنن أبي داود المطبوع: "قال: حدّثني بمنى عن أبيه".
(٣) غير موجود في أ.
(٤) كذا بالنسخ الثلاث والمعروف أنه فاسي.
(٥) غير موجود في أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>