للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلق موضع القول، كقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} أي إذا قيل لهم هذا القول، لأنّ لا تفسدوا فِعْل لا يقع مفعولًا إلّا على التأويل، وهذا القول كفر. (فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل: آمنت بالله) تداركًا بكلمة الإيمان.

(عن أبي هريرة سمعت (١) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يذكر نحوه)) (٢) لفظه كما في عمل اليوم والليلة لابن السنيّ: "يوشك (أنّ) (٣) النّاس يتساءلون حتى يقول قائلهم هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ ".

(فقولوا: {اللَّهُ أَحَدٌ}) قال المظهري: يعني قولوا في ردّ هذه الوسوسة الله تعالى ليس مخلوقًا، بل هو أحد، والأحد هو الذي لا ثاني له ولا مثل له في الذات والصّفة.

(ثمّ ليتفل عن يساره ثلاثًا) قال المظهري: هو عبارة عن كراهة الرجل شيئًا وتقذّره عنه، مراغمًا للشيطان وتبعيدًا له. (وليستعذ من الشيطان) قال المظهري: الاستعاذة طلب المعاونة من الله الكريم على دفع الشيطان الرجيم.

وقال الطيبي: إنّما أمره بالاستعاذة والإعراض عن مقابلته لا بالتأمل والاحتجاج لوجهين؛ أحدهما: أنّ العلم باستغنائه تعالى عن المؤثّر والموجد أمر ضروري لا يقبل الاحتجاج والمناظرة له، وعليه فإن وقع من ذلك شيء


(١) في سنن أبي داود المطبوع: "قال: سمعت".
(٢) في سنن أبي داود المطبوع: "يقول فذكر نحوه".
(٣) غير موجود في أ. وغير موجود أيضًا في عمل اليوم والليلة لابن السنّي ح ٦٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>