للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إذا لقيتم المدّاحين) قال الخطّابي: هم الذين اتّخذوا مدح الناس عادة، وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه، فأمّا من مدح الرجل على الفعل الحسن تحريضًا على الاقتداء به فليس بمدّاح.

(فاحثوا في وجوههم التراب) قال الخطّابي: استعمله المقداد على ظاهره، وقد يتأوّل على الحرمان والخيبة، أي: فلا تعطوهم واحرموهم.

(فقال: السيّد الله تبارك وتعالى) قال الخطّابي: يريد السّؤدد حقيقة لله عزَّ وجلَّ وأنّ الخلق كلّهم عبيد له، وإنّما منعهم أن يدعوه سيدًا مع قوله "أنا سيّد ولد آدم"، من أجل أنّهم قوم حديث عهدهم بالإسلام، وكانوا يحسبون أنّ السيادة بالنبوّة، كهي بأسباب الدنيا، فكان لهم رؤساء يعظّمونهم وينقادون لأمرهم.

(فقال: قولوا بقولكم) يريد قولوا بقول أهل دينكم وملّتكم، وادعوني نبيًّا ورسولًا كما سمّاني الله في كتابه، ولا تسمّوني سيّدًا كما تسمّون رؤساءكم وعظمائكم، ولا تجعلوني مثلهم، فإنِّي لست كأحدهم إذ كانوا يسودونكم (في أسباب) (١) الدنيا وأنا أسودكم بالنبوّة والرّسالة، فسمّوني نبيًّا ورسولًا. وقوله (أو بعض قولكم) فيه حذف واختصار، ومعناه دعوا بعض قولكم واتركوه، يريد بذلك الاقتصاد في المقال.


(١) الكلام المذكور للخطّابي في معالم السنن وفيه: "بأسباب".

<<  <  ج: ص:  >  >>