للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنّه قد قال القائل: أخوك البكري فلا تأمنه).

قال الخطّابي: هذا مَثَل مَشْهور للعرب وفيه إثبات الحَذَر واستعمال سوء الظنّ إذا كان على وَجْه طَلَب السّلامة من شرّ النّاس.

(أوضعه) هو الإسراع في السّير.

(بالأصافر) لم أقف عليه في شيء من كتب الغريب واللّغة، إلّا أنّي رأيت في كتاب الأمكنة المذكورة في الأخبار لأبي الفتح نصر بن عبد الرّحمن الإسكندراني من تلامذة الحافظ أبي القاسم بن عَساكِر: الصفر بفتح الصّاد والفاء، وقيل بكسر الفاء، جبل أحمر من جِبال ملل قرب المدينة، فلعلّه (١) هو.

(لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرّتين) قال الخطّابي: هذا يروى على وجهين من الإعراب؛ أحدهما: بضمّ الغين على الخبر، ومعناه: أنّ المؤمن الممدوح هو الكيّس الحازم الذي لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيخدع مرّة بعد أخرى وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر به، وقد قيل: إنّه أراد به الخداع في أمر الآخرة دون أمر الدنيا، والآخر: بكسر الغين على النهي، يقول: لا يخدعن المؤمن ولا يؤتين من ناحية الغفلة، فيقع في مكروه أو


(١) في أ: "ولعلّه".

<<  <  ج: ص:  >  >>