للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أمرهم أن يمسحوا على العصايب) قال الخطابي: هي العمائم وسمّيت عصايب لأنّ الرّأس يعصب بها. وقال في النهاية: هي كلّ ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة.

وقد أخذ بهذا الحديث طائفة من السّلَف، وقال به الأوزاعي وسفيان الثوري، وأحمد وإسحاق، وابن حزم وخلائق من أصحاب الحديث، فجوّزوا المسح على العمامة بدلًا عن الرأس، والجمهور تأوّلوه على معنى أنّه يمسح على الرأس ويتمّم على العمامة كما في حديث المغيرة، فجعلوه كالمفسّر له.

(والتّساخين) بفتح التاء المثنّاة فوق السّين المهملة وكسر الخاء المعجمة وسكون الياء التحتيّة ونون، وهي الخفاف، قاله الخطّابي والجوهري وسائر أهل اللغة، وذكر الجوهري أنّه لا واحد لها من لفظها، وذكر في المحكم أنّ واحدها تسخان بكسر أوله، زاد في النهاية: "وتَسْخين (وتسخن) (١) "قال الخطّابي: ويقال: إنّ أصل ذلك كل ما يسخن به القدم من خفّ وجورب ونحوه، وقال صاحب النهاية: الذي شرحه أهل اللغة والغريب أنّ التّساخين هي الخفاف. وقال حمزة الأصفهاني في كتاب الموازنة: التّسخان تعريب تشكن وهو اسم غطاء من أغطية الرأس كانت العلماء والقضاة يأخذونه على رؤوسهم خاصّة دون غيرهم، قال: وجاء ذكر التساخين في الحديث فقال من تعاطى تفسيره: هو الخفّ، حيث لم يعرف (٢) فارسيته.


(١) غير موجود في أ.
(٢) في أ: "تعرف".

<<  <  ج: ص:  >  >>