للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيطان، وبذلك صرَّح النووي، وقال ابن العربي: ينبغي كظم التثاوب في كلّ حالة، وإنّما خصَّ الصلاة لأنَّها أولى الأحوال بدفعه لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة.

(إنَّ الله يحب العطاس ويكره التثاؤب) بمثنّاه ثمّ مثلَّثة، قال الخطّابي: معنى المحبَّة والكراهيَّة فيهما منصرف إلى سببهما، وذلك أنّ العطاس يكون عن خفّة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع، وهو بخلاف التثاؤب فإنَّه يكون عن غلبة امتلاء البدن وثقله ممّا يكون ناشئًا عن كثرة الأكل والتخليط فيه، والأوّل يستدعي النّشاط للعبادة، والثاني على عكسه.

(فإنّما ذلكم من الشّيطان) قال ابن بطّال: إضافة التثاوب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرّضى والإرادة، أي أنّ الشّيطان يحبّ أنّ يرى الإنسان متثاوبًا لأنَّها حالة تتغيّر فيها صورته فيضحك منه، لا أنّ المراد أنّ الشيطان فعل التثاوب. وقال ابن العربي: قد بيّنا أنّ كلّ فعل مكروه نسبه الشّرع إلى الشّيطان لأنَّه واسطته، وأنّ كلّ فعل حسن نسبه الشّرع إلى الملك لأنَّه واسطته، والتثاؤب من الامتلاء وينشأ عنه التَّكاسل وذلك بواسطة الشيطان، والعطاس من تقليل الغذاء وينشأ عنه النَّشاط وذلك بواسطة الملك.

وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنَّه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولَّد عنه ذلك وهو التَّوسع في المأكل.

ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ

<<  <  ج: ص:  >  >>