للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل بن جعفر وأسباط بن محمد وأبو بدر (١) شجاع بن الوليد عنه هكذا، وخالفهم عبدة بن سليمان فقال: محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، والصّحيح حديث المغيرة". انتهى.

(أنّ النّبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذهب المذهَب أَبْعَد) قال في النّهاية: "هو الموضع الذي يتغوّط فيه، مَفعل من الذهاب".

وقال الشيخ ولي الدّين العراقي: هو بفتح الميم وإسكان الذّال المعجمة وفتح الهاء، مفعل من الذهاب. ويُطلق على معنيين [أحدهما: المكان الذي يذهب إليه (٢)، والثاني: المصدر، يقال: ذهب ذهابًا ومذهبًا، فيحتمل أن يراد المكان فيكون التقدير إذا ذهب في المذهب لأنّ شأن الظروف تقديرها بفي، ويحتمل أن يراد المصدر أي إذا ذهب مذهبًا فعرَّف المصدر لأنّ المراد ذهاب خاصّ] (٣). قال: والاحتمال الأوّل هو المنقول عن أهل الغريب قاله أبو عبيد وغيره. وجزم به في النّهاية تبعًا للهروي، ويوافق الاحتمال الثاني قوله في رواية الترمذي: "أتى حاجته فأبعد في المذهب" فإنّه يتعيّن فيها أن يُراد بالمذهب المصدر. وزعم ابن منده (٤) أنّ رواية المصنّف وهم وأنّ الصّواب رواية الصّحيحين من طريق مسروق عن المغيرة قال: "كنت مع النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في سفر فقال: يا مغيرة، خذ الإداوة فأخذتها، فانطلق حتى توارى عنّي فقضى حاجته".

قال الشيخ ولي الدّين: وليس كما ذكر، فكلا الرّوايتين صحيح ولا منافاة بينهما فإحداهما شاهدة للأخرى.

وقال النووي في شرحه: إن قيل: كيف حكمتم بصحّة هذا الحديث


(١) ج: "زيد".
(٢) في ج: "فيه".
(٣) ما بين المعكوفين ورد في أهكذا: [أحدهما: المكان الذي يذهب إليه فيكون التقدير إذا ذهب في المذهب لأنّ شأن الظروف تقديرها بفي، ويحتمل أن يراد المصدر أي: إذا ذهب مذهبًا فعرّف المصدر لأنّ المراد ذهاب خاصّ].
(٤) في ب: "ابن سيده".

<<  <  ج: ص:  >  >>