للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولا يهيدنّكم السّاطع المصعد) قال في النهاية: أي لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا عن السّحور فإنّه الصبح الكذّاب، وأصل الهَيْد الحركة، وقد هدت الشيء أهيدُه هيدا إذا حرّكته وأزعجته، والسّاطع المصعد، يعني الصبح الأوّل المستطيل. وقال الخطابي: لا يمنعكم الأكل، وأصل الهيد الزجر، والسّاطع المرتفع، وسطوعه ارتفاعه مصعدًا قبل أن يعترض.

(حتى يعترض لكم الأحمر) قال الخطابي: معناه أن يستبطن البياض المعترض أوائل حمرة، وذلك أنّ البياض إذا تتام طلوعه ظهرت أوائل الحمرة، والعرب تشبّه الصبح بالبلق في الخيل لما فيه من بياض وحمرة.

(إنّ وسادك إذن لعريض طويل) قال الخطّابي: فيه قولان؛ أحدهما: أنّه يريد أن نومك إذن لكثير وكنى بالوساد عن النوم إذ كان النائم يتوسّده، أو يكون أراد ليلك إذن طويل إذا كنت لا تمسك عن الأكل والشرب حتى يتبيّن لك سواد العقال من بياضه، والقول الآخر: أنّه كنى بالوساد عن الموضع الذي يضعه من رأسه وعنقه على الوساد إذا نام، والعرب تقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>