للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمع، فهي لاستغراق أفرادها، مثال الأوّل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ومثال الثاني: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (٩٥)}، وإن أضيفت إلى مفرد معرّف فهي لاستغراق أجزائه، نحو كلّ زيد حسن، أي كلّ جزء منه حسن، وإذا تقرّر هذا، فقد أضيفت هنا إلى مفرد معرّف، فمقتضاها استغراق أجزائه ويكون معناه أنّه يختم على كل جزء من أجزاء الميت، وإبطال هذا أوضح من أن تقام عليه حجّة، فالصواب من جهة اللّفظ أن يؤتى بالمضاف إليه هنا نكرة فيقال كلّ ميت، وكذا وقع في رواية الترمذي، فلعلّ تعريفه وقع من بعض الروّاة تحريفًا.

(يختم على عمله) قال الشيخ وليّ الدين: المراد به طيّ صحيفته وأن لا يكتب له بعد موته عمل.

(إلّا المرابط) هو الملازم للثغر للجهاد، قال القتبي: أصل المرابطة أن يربط الفريقان خيولهم في ثغر كلّ منهما معدّ لصاحبه، فسمّي المقام في الثّغور رباطًا.

(فإنّه ينمو له عمله) أي: يزيد وفي رواية "ينمى"، وهما لغتان.

(ويؤمّن) بضمّ الياء وفتح الهمزة وتشديد الميم.

(من فتّان القبر) أي: فتّانيه وهما منكر ونكير، قال الشيخ وليّ الدّين: يحتمل أن يكون المراد أنّ الملكين لا يجيئان إليه ولا يختبرانه بالكلية، بل (يكفي) (١) موته مرابطًا في سبيل الله شاهدًا على صحّة إيمانه، ويحتمل أنّهما يجيئان إليه لكن بحيث أنّهما لا يضرّانه (٢) (ولا يروّعانه) (٣) ولا يحصل له بسبب مجيئهما فتنة.

* * *


(١) في أ: "كفى".
(٢) في ج: "لا يضربانه".
(٣) في ب: "ولا يردعانه".

<<  <  ج: ص:  >  >>