للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أنهر الدّم غير السنّ والظفر، على ما رواه أبو داود في السنن بفتح الهمزة وكسر الرّاء وسكون النون. والثاني: أن يكون إثرن بوزن إعرن من أرِنَ يأرَنُ إذا نشط وخفّ، يقول خف وأعجل لئلّا تقتلها خنقًا، وذلك أنّ غير الحديد لا يمور في الذكاة موره. والثالث: أن يكون أَدِم الحزّ ولا تفتر، من قولك رَنَوْتُ إلى الشيء إذا أدمت النظر إليه، أو يكون أراد أدم النظر إليه وراعه ببصرك لئلّا تزِل عن المَذْبح، وتكون الكلمة بكسر الهمزة والنون وسكون الراء بوزن أرم. وقال الزمخشري: كلّ من علاك وغلبك فقد ران بك، ورين بفلان ذهب به الموت، وأران القوم إذا أرين بمواشيهم، أي: هلكت وصاروا ذوي رين في مواشيهم، فمعنى أرن أي صِرْ ذا ريْن في ذبيحتك، ويجوز أن يكون أران تعدية ران أي أزهق نفسها. انتهى ما في النهاية.

وقال الخطّابي في معالم السنن: قوله أرن صوابه إئرن بهمز، ومعناه خفّة وأعجل لئلّا تخنقها، فإنّ الذبح إذا كان بغير الحديد احتاج صاحبه إلى خفّة يد وسرعة في إمرار تلك الآلة على المري والحلقوم والأوداج كلّها والإتيان عليها (قطعًا) (١) قبل أن تهلك الذبيحة بما ينالها من ألم الضغط قبل قطع مذابحها. قال: وقد ذكرت هذا الحرف في كتاب غريب الحديث، وذكرت في تفسيره وجوهًا يحتملها التأويل. انتهى.

وقال أبو محمد بن السيد البطليوسي في كتاب المسائل والأجوبة: يحتمل أن يكون لفظًا تصحّف من أرق فيكون معناه أرق دم الذبيحة بكلّ ما أنهر الدم وعجّل.

وقال التوربشتي: هي كلمة تستعمل في الاستعجال وطلب الخفّة، وأصل الكلمة كسر الرّاء ومنهم من يسكنها، ومنهم من يحذف الياء لأنّ كسرة النون تدل عليها.

(ما أنهر الدّم) أي: أساله وأجراه.

(فأكفئت) بالهمز أي: كبّت.


(١) في ب: "ذبحا".

<<  <  ج: ص:  >  >>