للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجعله منِّي صدقة، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "هو منك صدقة"، وهذا من النبي - صلى الله عليه وسلم - مبالغة في مكارم الأخلاق. انتهى.

(وسأله عمّا يحمى من الأراك، قال: ما لم تنله أخفاف الإبل) قال الخطّابي: ذكر أبو داود (عن محمَّد بن الحسن المخزومي أنَّه قال في معناه أنّ الإبل تأكل منتهى رؤوسها ويحمى ما فوقه)، وفيه وجه آخر وهو إنّما يحمى من الأراك ما بعد عن حضرة العمارة فلا تبلغه الإبل الرائحة إذا أرسلت في الرعي.

وقال في النهاية: أي ما لم تبلغه أفواهها، معناه أنّ الإبل تأكل منتهى ما تصل إليه أفواهها، لأنّها إنّما تصل إليه بمشيها على أخفافها فيحمى ما فوق ذلك. وقال الأصمعي: الخف الجمل المسنّ، أي ما قرب من الرعي لا يحمى بل يترك لشأن الإبل وما في معناها من الضعاف التي لا تقوى على الإمعان في طلب المرعى.

(أراكة في حظاري) قال في النهاية: أراد الأرض التي فيها الزّرع المحاط عليها كالحظيرة، وتفتح الحاء وتكسر، وكانت تلك الأراكة التي ذكرها في الأرض التي أحياها قبل أن يحييها، فلم يملكها بالإحياء وملك الأرض دونها إذا كانت مرعى للسارحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>