للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود قتلوا المسيح حكمًا ولم يقتلوه واقعًا؛ لأنهم أقروا بأنهم قتلوه، ولكنهم لم يقتلوه واقعًا في الحقيقة، فحكم قتل المسيح ثابت على اليهود بإقرارهم.

٢ - أنهم - يعني: اليهود - إما أن يكونوا قد أقروا بأنه رسول، وقالوا: {رَسُولَ اللَّهِ} ليعلنوا على أنفسهم أنهم فعلوا ذلك عنادًا، أو أن قوله: {رَسُولَ اللَّهِ} هذه من كلام الله، كما سبق ذكر القولين اللذين قال بهما المفسرون في ذلك.

٣ - نسبة الإنسان إذا لم يكن له أب إلى أمه، وتؤخذ من قوله: {عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ}.

٤ - فائدة نحوية: أن الإنسان إذا اشتهر بلقبه فلا بأس أن يقدم على اسم العلم؛ لأنه قدم المسيح، وإلا فالأصل أن يقدم الإسم أولًا ثم اللقب ثم الكنية، لكن إذا اشتهر باللقب فإنه يقدم، مثل أن تقول: الإمام أحمد بن حنبل، أو أحمد بن حنبل الإمام، فالأول مقدم؛ لأنه مشتهر به.

٥ - أن عيسى عليه الصلاة والسلام رسول الله، لقوله: {رَسُولَ اللَّهِ} وهو آخر نبي بعث بعده محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولهذا قال الله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} [المائدة: ١٩] وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس بينه وبين عيسى أحد من الرسل (١)، وبه نعرف كذب الأخبار التي قالت: إن خالد بن سنان وهو من العرب كان رسولًا، فيقال: ليس بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام أحد من الرسل.


(١) رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب فضائل عيسى عليه السلام (٢٣٦٥) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>