للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السهام، وفيه المعنيان جميعًا، وهما: الستر والوقاية، ويؤيد هذا ما ثبت في الحديث الصحيح أن الله سبحانه يخلو يوم القيامة بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه فيقول: "قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم" (١).

وقوله: {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا} يعني: لا يوفقهم، فالهداية هنا هداية توفيق، وقوله: {طَرِيقًا} أي: مسلكًا يسيرون عليه، إلا طريقًا واحدًا وهو طريق جهنم.

و{جَهَنَّمَ} من أسماء النار.

قوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} {خَالِدِينَ} أي: ماكثين فيها، {أَبَدًا} أي: باستمرار، والأبد هو: الإستمرار في المستقبل، والأمد هو: الإستمرار إلى حد معين غير مؤبد.

قوله: {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} أي: كان خلودهم في النار على وجه الأبد يسيرًا على الله عزّ وجل؛ مع أنه يستلزم أن تبقى النار بما فيها من السعير والعذاب وأنواع العقوبات، ومع هذا فهي يسيرة على الله عزّ وجل.

والإنسان لو أراد أن يوقد تنورًا فإنه يحتاج إلى عمل ووقود وتعب، لكن النار وهي أعظم شيء في الحرارة إذا بقيت على وجه الأبد فإن هذا أمر يسير على الله عزّ وجل، وليس صعبًا عليه.

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

١ - أن من اتصف بهذين الوصفين: الكفر والظلم فإنه


(١) تقدم (١/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>